حياة الرحالة ابن بطوطة و مسيرته

ابن بطوطة هو رحالة ذو أهمية تاريخية، فلقد تمكن من وصف اﻷماكن التي زارها بشكل دقيق، مما وفر للعلماء المهتمين بالتاريخ، المجتمعات و السلوك البشري مراجع قيمة. كتبه لاتزال تدرس في الجامعات، فقلة من تمكنوا من وصف رحلاتهم كما فعل.

بدا الترحال مذ كان يافعا، و قام بزياة أغلب البلدان التي كانت تحت الحكم اﻹسلامي، زار ملوكها و اندمج مع سكانه للتعرف على ثقافتهم. أمضى ابن بطوطة ثلاثة عقود من حياته في الارتحال، و قطع ما يقارب مسافة 75000 ميل خلال مسيرته.

ولادة و طفولة الرحالة ابن بطوطة

ولد ابن بطوطة يوم 25 فبراير 1304 في عائلة أمازيغية اهتمت بالقانون، و شغلت بالقضاء.رغم ان المدرسة التي تتلمذ بها غير معروفة، الا أنه درس اﻷدب و اهتم بالسنية المالكية.

بسنة 1326، و هو بسن 21 سنة ، قام ابن بطوطة بأول رحلة له الى مكة المكرمة عبر شمال إفريقي ﻷداء مراسم الحج، مارا بكل من تلمسان، بجاية، تونس واﻹسكندرية، ثم ذ هب الى دمشق للتعلم على يد علمائها، ثم عاد الى مكة.

مسيرته:

في وقت كان فيه التجار هم من يجوبون العالم، تمكن ابن بطوطة من كسب قوت يومه من رحلاته، فلقد كان يتلقى هدايا سخية من حكام البلدان التي يزورها، كما كان يعرض خدماته كأديب.

بحلول سنة 1330 قام بزيارة تعز أو اليمن حاليا، ومدينة عدن كذالك. و بعد سنة واحدة ارتحل الى مقديشو بالصومال و التي كانت مدينة مزدهرة حيتها تحت حكم أبو بكر بن سيخ ثم كلوة و مومباسا. كما سافر الى اﻷناضول سنة 1332، و القسطنطينة سنة1334، و في شهر شتنبر من نفس السنة و صل الى مدينة دلهي بالهند.و هنالك عينه السلطان كقاضي خبير في اﻷحكام في اﻹسلام. لاقى مشاكل في عمله، حيث كان من الصعب تطبيق أحكام اﻹسلام على دولة ألبها يعتنق ديانات غير اﻹسلام. بعد ست سنوات من عمله كقاضي، عينه السلطان كسفير لدولة الهند في الصين. ثم قام بأخر رحلة له الى السودان و اسبانيا و هما الدولتان المسلمتين اللتان لم يزرهما بعد.

عاد ابن بطوطة الى المغرب سنة 1353 و عمل كقاضي، أفنى ما تبقى من حياته في القضاء والتأليف.

لم يعرف الكثير حول الرحالة ابن بطوطة، حيث أن المصدر الوحيد للمعلوات حوله هو كتابه '''تحفة النضار في غرائب اﻷمصار و عجائب اﻷسفار''' المعروف بإسم ''الرحلة''. تزوج ابن بطوطة من العائلة الملكية بالمالديف خلال عمله هنالك كقاض.

سبب و فاته لم يعرف ، كما أن تاريخها ليس دقيقا، ما بين سنتي 1368 و 1369.